كعك العيد في مصر.. هل هو فرعوني أم إسلامي؟
- اخبار مصرية
- القسم

العصر الفاطمي
تبلورت فكرة كعك العيد في الوجدان الشعبي المصري، وكذلك ارتبطت بالطقوس الاحتفالية وعلى رأسها الأعياد، في العصر الفاطمي؛ إذ يقول حسن حافظ إن الفاطميين اهتموا بمظاهر البذخ؛ وتجلى ذلك في الموائد الضخمة، وتوزيع الطعام على الفقراء، وعلى كبار رجال الدولة.
وتشكلت في العهد الفاطمي المظاهر الاحتفالية المرتبطة بالأعياد، فكان للخليفة زي معين في كل عيد؛ وكان في عيد الأضحى يرتدي ملابس حمراء، في إشارة إلى الأضحية، وفي عيد الفطر يرتدي الزي الأبيض.
كما أنه في عيد الفطر كان هناك ما يسمى "دار الفطرة"، وكانت هذه المؤسسة مسؤولة عن كل التجهيزات اللازمة للاحتفال بالعيد، من بينها بطبيعة الحال صناعة وتجهيز "كعك العيد"، الذي كان يتم توزيعه بكميات ضخمة جدا.
ويرى حافظ أن هذه العادة خلقت ارتباطا وثيقا بين الاحتفال بعيد الفطر وتوزيع الكعك، ومن ثم أصبح يطلق عليه "كعك العيد".
مصر القديمة
ارتبطت صناعة المخبوزات بمائدة طعام المصري القديم؛ إذ كان الخبز سند الحياة، بحسب وصف عالم المصريات الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين، وقد تعددت أشكال وأنواع الخبز في مصر القديمة؛ حيث ورد ذكره في قوائم القرابين التي كانت تزخر به.
ومن بين المخبوزات التي كانت تشبه الكعك الذي يصنع حاليا، هناك أنواع يدخل في صناعتها مواد أخرى غير القمح والشعير، لذا تندرج تحت بند الفطائر.
فإلى جانب الدقيق العادي من القمح والشعير يمكن أن يضاف إليها العسل، أو اللبن، أو الفواكهة، وأغلب المخصصات التي عبرت عن تلك الفطائر تصورها فطائر صغيرة مستديرة توضع إما منفردة أو في أوان، والكميات المقدمة منها غالبا ما تحسب بعدد الأواني التي تقدم فيها.
وفي أيامنا هذه، تُرسم أشكال هندسية على الكعك؛ فيما يُعرف بـ"نقش الكعك". وبحسب الدراسة التي أعدها نور الدين عن الخبز في مصر القديمة، فقد وُجدت أيضا الزخارف على أرغفة الخبز منذ أقدم العصور، وإن كانت قليلة.
وكانت الزخارف بالنسبة للأرغفة المستديرة عبارة عن بعض الدوائر، وتراوحت ما بين خمس وست دوائر صغيرة تظهر على سطح الرغيف.
وفي بعض الأحيان تقل هذه الدوائر حتى تصل إلى دائرة واحدة، كما ظهرت طبعات الأصابع الخمسة على حافة الرغيف المستدير وربما كانت لهذه الزخارف علاقة بطريقة تسوية الخبز ونوعه.